سورة الجن - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الجن)


        


{قل أوحي إليَّ} أَيْ: أُخبرت بالوحي من الله إليَّ {أنَّه استمع نفرٌ من الجن} وذلك أنَّ الله تعالى بعث نفراً من الجنِّ ليَستمعوا قراءة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يُصلِّي الصُّبح ببطن نخلة، وهؤلاء الذين ذكرهم الله في سورة الأحقاف في قوله: {وإذ صرفنا إليك نفراً....} الآية. فلما رجعوا إلى قومهم قالوا: {إنا سمعنا قرآناً عجباً} في فصاحته وبيانه وصدق إخباره.


{وأنَّه تعالى جدُّ ربنا} أي: جلاله وعظمته عن أن يتَّخذ ولداً أو صاحبة.
{وأنَّه كان يقول سفيهنا} جاهلنا {على الله شططاً} غلوَّاً في الكذب حتى يصفه بالولد والصاحبة.
{وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذباً} أي: كنَّا نظنُّهم صادقين في أنَّ لله صاحبةً وولداً حتى سمعنا القرآن، وكنَّا نظنُّ أنَّ أحداً لا يكذب على الله. انقطع هاهنا قول الجن. قال الله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن} وذلك أنَّ الرَّجل في الجاهليَّة كان إذا سافر فأمسى في الأرض القفر. قال: أعوذ بسيِّد هذا الوادي من شرِّ سفهاء قومه، أَي: الجنِّ. يقول الله: {فزادوهم رهقاً} أَيْ: فزادوهم بهذا التَّعوُّذ طغياناً، وذلك أنَّهم قالوا: سُدْنا الجنَّ والإِنس.
{وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحداً} يقول: ظنَّ الجنُّ كما ظننتم أيُّها الإِنس أن لا بعث يوم القيامة، وقالت الجنُّ: {وأنا لمسنا السماء} أَي: رُمْنَا استراق السَّمع فيها {فوجدناها ملئت حرساً شديداً} من الملائكة {وشهباً} من النُّجوم. يريدون: حُرست بالنُّجوم من استماعنا.
{وأنا كنَّا} قبل ذلك {نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً} أي: كواكب حفظةً تمنع من الاستماع.
{وأنَّا لا ندري أشرٌّ أريد بمن في الأرض} بحدوث رجم الكواكب {أم أراد بهم ربهم رشداً} أَيْ: خيراً.
{وأنا منا الصالحون} بعد استماع القرآن، أَيْ: بررةٌ أتقياءُ {ومنا دون ذلك} دون البررة {كنا طرائق قدداً} أَيْ: أصنافاً مختلفين.


{وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض} علمنا أن لا نفوته إِنْ أراد بنا أمراً {ولن نعجزه هرباً} إِنْ طلبنا. وقوله: {فلا يخاف بَخْساً} أَيْ: نقصاً {ولا رهقاً} أَيْ: ظلماً، والمعنى: لا نخاف أن ينقص من حسناته، ولا أن يُزاد في سيئاته.
{وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون} الجائرون عن الحقّ {فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً} قصدوا طريق الحقّ.

1 | 2